تعتبر شبكة الإنترنت أحد التقنيات التي يمكن استخدامها في التعليم بصفة عامة، والتعليم الإلكتروني بصفة خاصة، حيث إنها تلعب دورًا كبيرًا في تغيير…

تعتبر شبكة الإنترنت أحد التقنيات التي يمكن استخدامها في التعليم بصفة عامة، والتعليم الإلكتروني بصفة خاصة، حيث إنها تلعب دورًا كبيرًا في تغيير الطريقة التعليمية المتعارف عليها في الوقت الحاضر، لأنها طريق المعلومات السريع الذي يساعد على رفع المقاييس التعليمية، من خلال إتاحة طرق جديدة في التدريس ومجالاً أوسع للاختيار. وهناك أسباب رئيسية لاستخدام الإنترنت في التعليم، في مقدمتها أن الإنترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء العالم، ووسيلة التعليم التعاوني الجماعي، نظرًا لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت، حيث إنه قد يصعب على الطالب البحث في كل القوائم، ولذا يمكن استخدام الإنترنت بطريقة العمل الجماعي بين الطلاب، حيث يقوم كل طالب بالبحث في قائمة معينة، ثم يجتمع الطلاب لمناقشة ما تم التوصل إليه. بالإضافة إلى أن شبكة الإنترنت تساعد على الاتصال بالعالم بأسرع وقت وبأقل تكلفة، كما توفر الإنترنت أكثر من طريقة في التدريس، كما تعتبر الإنترنت بمثابة مكتبة كبيرة تتوفر فيها جميع الكتب، سواء كانت سهلة أو صعبة. ومن خلال شبكة الإنترنت يمكن الاطلاع على أحدث الأبحاث العلمية والتربوية، بالإضافة إلى أحدث الإصدارات من المجلات والنشرات(1).

في هذا السياق، يقول “أستاذ مشارك في كاليفورنيا” لما لا نستخدم شئ ما شائع جدًا ومألوف للتلاميذ بطريقة من الممكن أن تكون أيضًا معلوماتية وتعليمية، وربما أيضًا تكشف للطلاب العديد من النماذج المميزة لموقع ماي سبيس My Space، هذا بالضبط يوضح إلى أي مدى تحتاج مكاتب القبول إلى أن تكون مبتكرة والعديد منها بالفعل كذلك. يوجد العديد من القوائم، بالرغم من كونها غير مكتملة عن الكليات التي تستخدم حاليًا ماي سبيس. حيث قام موقع EduStyle بإحصاء فوق الـ (20) مدرسة، بينما صفحة كليات وجامعات ماي سبيس اقتربت من (50). إذن لا يوجد شك أن هذا التوجه ينمو سريعًا، ولكن الكثير من المدارس ينشئ هذه الصفحات بدون معرفة ماذا يفعلون. وأكثر من ذلك فإن كثيرًا من صفحات طالب ماي سبيس صنعت بالفعل بواسطة التلاميذ بدون علم الإدارة. هذا هو شئ بالطبع سوف تود الكلية أو الجامعة أن تعرفه، ليس فقط لأسباب تتعلق بالعلامة التجارية لها، بل أيضًا لتتأكد من أن المدرسة لها تمثيل جيد علي شبكة مكونة من ملايين التلاميذ المحتملين مستقبلاً”(2).

كما أصبح تويتر أداة شائعة تُستخدم بواسطة العاملين في التعليم العالي لكي ينشئوا ما يطلق عليه شبكة تعلم شخصي A personal learning network  (PLN). حيث يسمح تويتر للمتعلمين أن يبنوا مجتمعات تدريبية افتراضية على نحو ما، وهي تصبح هامة بمرور الوقت حينما يبدأ المتعلمون بالاهتمام أو اختيار مجالات وظيفية تخصصية أو غير تقليدية. على سبيل المثال، ربما كان من السهل أن تجد مدير (قاعة إقامة) آخر في الحرم الجامعي (وظيفة تقليدية)، ولكن من غير اليسير أن تجد أخصائي شئون طلاب مجال اختصاصه الدقيق هو دعم التلاميذ المثليين ومن أقليات عرقية (وظيفة غير تقليدية)(3).

ولقد أجريت أبحاث عديدة لكي تختبر كيف تستخدم الشبكات الاجتماعية لتتكامل مع شبكة تعليم ذاتية  PLN، فعلى سبيل المثال فليتسيانوس Veletsianos (2012) اختبر ممارسات باحثي التعليم العالي المشهورين عبر موقع تويتر، وأقسام أنشطة تويتر المشترك فيها هؤلاء الباحثون مع أكثر من (2000) متابع لهم وهي كالتالي(4):

  1. المعلومة، والمصدر، ومشاركة الوسيلة الإعلامية: كان ذلك هو النشاط الرئيسي لباحثي التعليم العالي وهو يمثل (39%) من كل التغريدات (المشاركات عبر موقع تويتر). الباحثون غردوا (كتبوا ملاحظة على تويتر) عن أبحاثهم والعناصر الأخرى المرتبطة بأنشطتهم المهنية بالإضافة إلى مشاركة المعلومات الشخصية. كما غرد الباحثون أحيانًا عن محتوى يتم مشاركته في مؤتمر قد حضروه.
  2. توسيع فرص التعلم بين حدود حجرة الفصل: الباحثون في العينة استخدموا تويتر لكي يصنعوا أنشطة فصل مدرسي ومحتوى متاح للآخرين، وكذلك أيضًا ليتصلوا بطلابهم وبالأشخاص الخارجيين والمصادر المختلفة.
  3. طلب المساعدة وعرض الاقتراحات: الباحثون استخدموا تويتر لكي يبنوا ويحافظوا على شبكة تعليم ذاتية PLN من خلال تقديم المعلومات للطلاب وغيرهم من خلال شبكاتهم فقط، لكي يطوروا أداءهم، ويوسعوا علاقاتهم، ويروجوا أيضًا لشبكاتهم من خلال عرضهم مساعدة الآخرين.
  4. يعيشون حياة اجتماعية عامة: الباحثون ينشرون المعلومات يومًا بعد يوم عن أنشطتهم، والإعجابات التي يتلقونها أو عدم الإعجابات، والحياة الشخصية، والمهنية، وإعطاء تعليقات اجتماعية هامة.
  5. الهوية الرقمية والإدارة المبهرة: الباحثون يستخدمون تويتر لكي يبنوا أو يعززوا شهرتهم المهنية كباحثين ومفكرين عبر الإنترنت كوسيلة إعلامية حديثة.
  6. الاتصال والتشبيك: الباحثون اتصلوا بالآخرين، وكذلك قاموا بالتوصيل بين الأشخاص وبعضهم (على سبيل المثال، توصيل تلاميذهم بالآخرين في نفس المجال).
  7. الحضور عبر شبكات اجتماعية متعددة أون لاين: لأنهم كانوا أيضًا مشتركون في مواقع شبكات اجتماعية أخرى، وغردوا عن محتوى شاركوه على تلك المواقع.

في هذا السياق، يعتبر اعتماد تكنولوجيا المعلومات والمعرفة لتغيير طبيعة التعليم الجامعي وتطوير التدريب والتعلم عن بعد أمرًا ضروريًّا في مجتمع المعلومات، ويمكن أن نميز بين مستويين من التدريب: المستوى الأول وهو التدريب الناتج عن الروتين والمرتبط بالنشاطات، أو الأعمال التي يمكن الاستفادة منها من خلال الأفراد كالطبيب والممرض، أما المستوى الآخر من التدريب فهو عبارة عن التجارب والخبرات التي جمعها الفرد في مجال عمله وترتكز على تنمية معارفه وجمع المعلومات، وقد يحدد أفضل استراتيجية لعمله المستقبلي، حيث تمثل بيئة التعلم الإلكتروني مجتمعًا إلكترونيًّا ديناميكيًّا يشتمل على المتعلم، والمعلم أو المحاضر، والمكتبة، ومركز الإرشاد والتعلم. وتتعد أشكال ومميزات التعليم عبر الإنترنت ويذكر الباحث منها ما يلي(5):

  • التعلم الإلكتروني e-Learning:

هو استعمال شبكات الاتصال من أجل النشر المعرفي وإدارة مخطط المعلومات، وللتعلم عن بعد مجموعة من المزايا:

  1. وسائل التعليم عن بعد مرتبطة مباشرة مع وسائل التقييم.
  2. تفاعل الأفراد وإعادة تجديد عمليات التدريب، حيث يمكن معرفة واختبار أنفسهم في نفس الوقت.
  3. يمكن للتعليم الإلكتروني أن يساعد في التعليم الأكاديمي أو الصناعي (العمل بطريقة جماعية أو فردية).
  4. إعداد تمارين مصورة وكذلك دروس وحلول التمارين. كما تنظم برامج للدروس (متعددة النسخ، وتمارين، وبرامج أخرى اختبارية متعددة الوسائط تسمح بالفهم الجيد أو التعمق في الدروس).
  • التعليم عن بعد Distance Learning:

ساعد ظهور وانتشار شبكة الإنترنت على زيادة فرص التعلم والحصول علي المعرفة دون التقيد بالموقع الجغرافي لكل من المتعلم والمركز التعليمي على حد سواء، حيث قامت العديد من الجامعات والمراكز التدريبية بإنشاء مواقع للتعليم عن بعد تتيح عددًا من المناهج والتدريبات فى درجات علمية معينة باشتراكات محددة. وتتميز هذه الطريقة بأنها لا تتطلب التفرغ التام وبالتالى تساعد الفرد على التعلم دون الاضطرار إلى السفر إلى الدول المقدمة لتلك الخدمة، مما يساهم فى نشر العلم والمعرفة(6).

  • طريقة التعلم الذاتي باستخدام الإنترنت:

 في هذه الطريقة يقوم المتعلم بالحصول على أية معلومات بخصوص موضوع محدد من خلال المواقع التعليمية المتوافرة على الإنترنت، ويكون دور المعلم في هذه الطريقة تدريب الطلبة على عملية البحث عن المواقع التعليمية، وتزويدهم ببعض المواقع التعليمية الجيدة، ومتابعة الطلبة ومراقبتهم. ولاختبار مدى فاعلية التعلم عبر الإنترنت، قام كارسويلCarswell وآخرون بدراسة هدفت إلى معرفة آراء الطلبة في تجربة التعلُّم عن بعد بواسطة الإنترنت، وأثرها على نواتج التعلم مقارنة بالطريقة التقليدية. تكونت عينة الدراسة من (500) طالب تم توزيعهم على مجموعتين: المجموعة الأولى تكونت من (300) طالب درست المادة التعليمية من خلال الإنترنت بطريقة التعلم عن بعد، وتكونت المجموعة الثانية من (200) طالب درست المادة التعليمية نفسها بالطريقة الاعتيادية، وبينت نتائج الدراسة أن نواتج التعلم متماثلة، رغم أن الطلاب فضلوا تجربة الإنترنت وكانوا يرغبون في إعادتها(7).


(1) زينب توفيق السيد عليوة، الآثار الاقتصادية لتفعيل التعليم الإلكتروني في مصر في ظل العولمة، مؤتمر التعليم النوعى ودوره فى التنمية البشرية فى عصر العولمة، بحث مقدم إلى المؤتمر العلمى الأول لكلية التربية النوعية – جامعة المنصورة (مؤتمر التعليم النوعى ودوره فى التنمية البشرية فى عصر العولمة)، في الفترة من 12-13 أبريل 2006، ص.ص 214، 215.

(2) Nora Ganim Barnes, Reaching the Wired Generation: How Social Media is Changing College Admission, the National Association for College Admission Counseling, U. S of America, 2009, P24.

(3) Reynol Junco, Engaging Students through Social Media: Evidence-Based Practices for Use in Student Affairs, Jossey-Bass, John Wiley & Sons, Inc, San Francisco, 2014, pp. 249, 250.

(4) Reynol Junco, Engaging Students through Social Media, op.cit,  pp. 249, 250.

(5) زلماط مريم، دور تكنولوجيا الإعلام والاتصال في إدارة المعرفة داخل المؤسسة الجزائرية: دراسة حالة بسوناطراك فرع STH، رسالة ماجستير منشورة، جامعة أبو بكر بلقايد، كلية العلوم الاقتصادية والتسيير، قسم علوم التسيير، الجزائر، 2010، ص 88، 89.

(6) علا الخواجة، تأثير الإنترنت على الشباب في مصر والعالم العربي: دراسة نقدية، مجلس الوزراء المصري، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، القاهرة، 2005، ص 11.

Also available at: http://www.eip.gov.eg/Documents/StudiesDetails.aspx?id=242

(7) قسيم محمد الشناق وحسن علي أحمد بني دومي، اتجاهات المعلمين والطلبة نحو استخدام التعلم الإلكتروني في المدارس الثانوية الأردنية، مجلة جامعة دمشق، المجلد 26، العدد (1، 2)، سوريا – دمشق، 2010، ص.ص 244، 248.

Also available at: http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/edu/images/stories/235-271.pdf